مصادر تكشف عن تسليم واشنطن قائمة شروط لدمشق لرفع العقوبات جزئياً
أفاد أشخاص مطلعون لوكالة رويترز أن الولايات المتحدة سلمت سلطة دمشق قائمة شروط تريد من الأخيرة الوفاء بها مقابل تخفيف جزئي للعقوبات.
أفاد أشخاص مطلعون لوكالة رويترز أن الولايات المتحدة سلمت سلطة دمشق قائمة شروط تريد من الأخيرة الوفاء بها مقابل تخفيف جزئي للعقوبات.
سلمت نائبة مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون بلاد الشام وسوريا، ناتاشا فرانشيسكي، قائمة المطالب لوزير خارجية سلطة دمشق أسعد الشيباني في اجتماع شخصي على هامش مؤتمر المانحين لسوريا في بروكسل في 18 آذار، وفقاً لاثنين من الأشخاص (مسؤول أميركي ومصدر سوري مطلع على الأمر).
قال مسؤولان أميركيان ومصدر سوري ومصدران في واشنطن إن من بين الشروط التي وضعتها الولايات المتحدة تدمير سوريا لأي مخازن أسلحة كيميائية متبقية والتعاون في مكافحة "الإرهاب".
وأضاف المسؤولان الأميركيان وأحد المصادر في واشنطن أن من بين المطالب الأخرى هو التأكد من عدم تنصيب مقاتلين أجانب في مناصب قيادية في الهيكل الحاكم في سوريا.
وأشارت الوكالة إلى أن سلطة دمشق قد عيّنت بالفعل مسلحين أجانب، بمن فيهم الأويغور وأردني وتركي، في وزارة دفاعها، وهي خطوة أثارت قلق الحكومات الأجنبية.
كما طلبت واشنطن من سلطة دمشق تعيين ضابط اتصال لمساعدة الجهود الأميركية للعثور على أوستن تايس، الصحفي الأميركي الذي فُقد في سوريا منذ أكثر من عقد، وفقاً للمسؤولين الأميركيين والمصدرين في واشنطن.
وقالت مصادر إنه في مقابل تلبية جميع المطالب، ستخفف واشنطن بعض العقوبات. ولم تحدد المصادر نوع التخفيف الذي سيتم تقديمه، وقالت إن واشنطن لم تقدم جدولاً زمنياً محدداً لتلبية هذه الشروط.
السياسة الأمريكية تجاه سوريا قيد التنفيذ
تركز التصريحات الأمريكية على دعم "الأقليات" وإدانة التطرف، لكنها لم تُبدِ أيَّ تعليق يُذكر، مما ترك حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل العقوبات وما إذا كانت القوات الأميركية ستبقى منتشرة في الشمال الشرقي، بحسب الوكالة.
ويعود ذلك جزئياً، بحسب الوكالة، إلى اختلاف وجهات النظر في واشنطن حول كيفية التعامل مع سوريا. وقد حرص بعض مسؤولي البيت الأبيض على اتخاذ موقف أكثر تشدداً، مشيرين إلى الروابط السابقة لسلطة دمشق الحالية بالقاعدة كسبب لإبقاء التفاعل عند الحد الأدنى، وفقاً لدبلوماسيين ومصادر أميركية مطلعة على عملية صنع السياسات.
وأضافت المصادر أن وزارة الخارجية سعت إلى اتباع نهج أكثر دقة تجاه سوريا، بما في ذلك مجالات التفاعل المحتملة.
وقد أدت الخلافات في وقت سابق من هذا الشهر إلى مداولات ساخنة بين البيت الأبيض ووزارة الخارجية بشأن بيان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الذي أدان العنف في غرب سوريا، حيث قُتل مئات المدنيين من المكون العلوي. أدان روبيو "الإرهابيين الإسلاميين المتطرفين، بمن فيهم الجهاديون الأجانب" الذين نفذوا أعمال العنف، ودعا سلطة دمشق إلى محاسبة الجناة.
وذكرت مصادر مطلعة على العملية أن البيت الأبيض سعى إلى إصدار بيان أكثر صرامة، بينما عارضت وزارة الخارجية ذلك لإضافة المزيد من التوازن.
وذكرت رويترز الشهر الماضي أن إسرائيل تضغط على الولايات المتحدة لإبقاء سوريا ضعيفة ولامركزية.
وأفادت مصادر أن الإدارة لا تزال غير متفقة تماماً مع مساعي إسرائيل لثني الولايات المتحدة عن الانخراط مع حكام سوريا الجدد، لكن بعض المخاوف الإسرائيلية تكتسب زخماً أكبر لدى بعض المسؤولين الأميركيين.